imy_hassan عضو نشيط
عدد المساهمات : 118 نقاط : 339 تاريخ الميلاد : 02/10/1986 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 38 الموقع : في قلب اللي بيحبني خريجة منشغله البال
| موضوع: الدعاء بهداية الأمة الصراط المستقيم . الإثنين أكتوبر 25, 2010 3:50 pm | |
| الدعاء بهداية الأمة الصراط المستقيم .
عن عبد الله بن عباس قال : "بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض ، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم ، وقال : أبشر بنورين أوتيتهما ، لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " (1) بينما جبريل قاعد" جبريل اسم ملك الوحي ، والملائكة يمكنهم الظهور في صورة رجل، وكان جبريل يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة أحد الصحابة واسمه "دحية" وكان رجلا جميلا. "سمع نقيضا من فوقه " النقيض : الصوت ، وهو كصوت الباب إذا فتح. والمعنى : أنه سمع صوتا من أعلا ، يشبه الصوت الذي يسمع من فتح الباب. " فسلم ، وقال " أي سلم الملك النازل من السماء، سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى جبريل ، وعلى الحاضرين ، وبعد أن سلم هذا الملك توجه بالخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : " أبشر بنورين . . . " " أبشر بنورين أوتيتهما " كل ما أوحاه الله إلى رسوله فهو "نور" وعليه فالقرآن "نور" وكل آية أو مجموعة آيات يقال لها "نور" قال تعالى في شأن رسوله صلى الله عليه وسلم : { فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } [ سورة الأعراف : 157] ، فسمى الله سبحانه ما أنزله على رسوله "النور" . وقول الملك في هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم "أبشر بنورين" أي مجموعتين من آيات القرآن الكريم ، هما الفاتحة وخواتيم سورة البقرة ، سماهما "نورين". "أوتيتهما" أي آتاهما الله لك . "لم يؤتهما " أي آتاهما الله لك . " لم يؤتهما نبي قبلك " أي اختصك الله وأمتك بهما، ولم يؤتهما نبيا قبلك ، وليس بعدك نبي ، فهما خصوصية لك ولأمتك . " ولن تقرأ بحرف منهما " تقرأ معناها : تدعو . و "بحرف منهما" أي بدعوة منهما، أطلق الحرف وأراد به الجملة ، من باب إطلاق الجزء على الكل. " إلا أعطيته " أي إلا استجابه الله منك. والمعنى : لن تدعوا بدعوة من سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة إلا استجابها الله لك . وجه الإعجاز في الحديث : ـ يبشرنا صلى الله عليه وسلم بأن الله تبارك وتعالى علمنا هذا الدعاء: { إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ويبشرنا صلى الله عليه وسلم بأن الله سبحانه وتعالى استجاب منه هذا الدعاء لأمته. بشره الملك قائلا "أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " فلما دعا صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوات طمأنه الله سبحانه بقوله عقب كل دعوة "نعم" و "قد فعلت" وعليه فأمة الإسلام يهديها الله الصراط المستقيم ، يهديها الله الدين القويم ، الإسلام على أتم وأنقى ما يكون ، لا تترك شيئا منه عمدا ، ولا تضيع شيئا منه سهوا ولا نسيانا ، إنما هي على الإسلام التام . • يخبرنا صلى الله عليه وسلم بذلك ، ويتحقق ذلك تماما كما أخبر صلى الله عليه وسلم : ـ • فالأمة بحمد الله ملتزمة بالإسلام كله ، تحرص على أصوله وفروعه ، صادقة في تطبيقه ، حريصة على كل عقيدة وشريعة وأدب فيه . • وعلماء الأمة عاكفون على دراسة الإسلام ، كل في تخصصه ، فعلماء للقراءات ، وعلماء للتفسير ، وعلماء للحديث ، وعلماء للفقه ، وعلماء للعقيدة ، وعلماء للغة ، وعلماء للسيرة والتاريخ الإسلامي ، وعلماء للدعوة والاجتماع ، وكل أهل تخصص يستوعبونه بالدراسة ، ويراعون مقتضيات كل عصر . والأمة مع هؤلاء العلماء تؤازرهم ، وتقتدي بهم . • والقرآن الكريم عمدة الإسلام وأساسه ، والسنة النبوية التطبيق العملي للإسلام ، تبينه وتوضحه ، قد هيأ الله لهما أسباب الحفظ والخلود ، وأسباب التقريب للعمل ، والأمة ـ ممثلة في علمائها ـ موفقة في خدمتهما ـ القرآن والسنة ـ على كل وجه ، موفقة للعمل بها بكل دقة ، وهذا يعصمها من الخطأ والزيغ والضلال ، ويأخذ بأيديها إلى الصراط المستقيم. • فالأمة بحمد الله بعيدة عن صراط المغضوب عليهم ، فليست بالأمة التي تعرف الحق وتحيد عنه ، ليست هكذا والحمد لله ، ولكنها تعرف الحق وتعمل به . • والأمة أيضا بعيدة عن صراط الضالين ، فليست بالتي تهمل دينها حتى تجهل حدوده ، لا ، ليست هكذا ، وإنما هي تعرف دينها ، وتحرص على ذلك ، ومجالس العلم ذائعة ، والأمة حريصة على ذلك ، والحمد لله رب العالمين. لقد بشرنا صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستعيش طول حياتها على الطريق القويم ، تعلمه وتعمل به ، نائية بنفسها عن الطرق الأخرى ، من طريق الذين يعلمون الحق ولا يعملون ، ومن طريق الذين لا يعلمون الحق ولا يعملون ، بشرنا صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى يهدي هذه الأمة إلى العلم والعمل ، فكان الأمر كما أخبر ، فالأمة قبل زماننا ، وفي زماننا ، وبعد زماننا حريصة على الإسلام ، تتعلمه وتعمل به ، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، ومن دلائل نبوته .
| |
|